يسأل قارئ عن كيفية انتقال الفيروسات الكبدية.. وهل يمكن أن تنتقل بالوراثة.. وما الفرق بينها وبين الأمراض الوراثية؟
يجيب الدكتور جمال شيحة أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بجامعة المنصورة ورئيس جمعية رعاية مرضى الكبد قائلا:
إن الفيروسات ليست وراثية على الإطلاق، وفيروسات الكبد ليس فيها أى شىء وراثى، والإصابة تكون عن طريق العدوى، وليس عن طريق الوراثة، وطرق العدوى بالفيروسات الكبدية بى وسى عن طريق الدم أو عن طريق نقل الدم من شخص مصاب إلى شخص سليم، أو استخدام أدوات ملوثة بدم شخص مريض يستعملها ويجرح بها مثل استعمال السرنجات أو أدوات جراحية من شخص لآخر، ولا توجد طرق أخرى للعدوى إلا فى فيروس بى.
والذى يمكن أن ينتقل عبر العلاقة الزوجية وهذا يتم التغلب علية بالتطعيم، لأن له تطعيما متاحا ورخيصا، أما فيروس "أ" فتتم العدوى عن طريق الأكل والشرب الغير نظيفين، ولا يسبب أمراضا مزمنة، ومن هنا يتضح لنا أن أمراض الكبد الفيروسية المزمنة لا علاقة لها إطلاقا بالوراثة، بل هى عدوى. والفكرة الخاطئة التى قد تنشأ عند بعض الناس للذين يعتقدون أنه وراثى إذا وجدوا أكثر من شخص فى العائلة قد أصيب بفيروس سى أو بى.
وهنا يكون تفسير ذلك عادة أن أفراد العائلة ممكن أن يكونوا قد اشتركوا فى استعمال أدوات حادة واحدة مثل موسى الحلاقة أو سرنجات الحقن أو تبرعوا بالدم لبعض من سنوات أو ذهبوا إلى نفس عيادة الأسنان، فهنا تفسير تعرضهم للإصابة بأنهم يعيشون فى نفس البيئة ونفس الظروف واستعملوا أدوات المريض الموجود فى العائلة، لذلك فالفيروس انتقل بالعدوى وليس بالوراثة.
أما الدكتور حسين عبد الحميد أستاذ الجهاز الهضمى والكبد رئيس الرابطة الأفريقية الشرق أوسطية للجهاز الهضمى يرد قائلا: إن استعمال لفظ الوراثة فى انتقال الفيروسات الكبدية من الأم أو الأب إلى أطفالهم غير صحيح علميا، وإنما الأصح أنه فى بعض الحالات يمكن انتقال فيروس بى من الأم إلى جنينها داخل الرحم فى أثناء شهور الحمل من خلال أوعية المشيمة، ويتم ذلك فى حالات قليلة فى منطقتنا ويزداد فى منطقة جنوب شرق آسيا حيث يتوطن المرض.
وهذه الطريقة فى الانتقال لا تسمى طبيا وراثة وإنما يطلق عليها الانتقال الرأسى للفيروس أثناء الحمل تميزا عن الانتقال الأفقى من شخص إلى آخر فى الظروف العادية ولا دخل للأب إطلاقا فى انتقال المرض بهذه الطريقة إلا بأسلوب غير مباشر، فمن الممكن أن ينتقل الفيروس من الأب إلى الأم عن طريق الممارسة الجنسية ثم ينتقل من الأم إلى الجنين عن طريق المشيمة وهذا المفهوم مختلف تماما عن مفهوم الأمراض الوراثية التى يسببها تشوهات الجينات فى الأم أو الأب، والتى يمكن انتقالها إلى الأبناء طبقا لقانون مندل للوراثة وعلى سبيل المثال يعتبر مرض الهيموفيليا أو مرض النزف الدموى الوراثى نموذجا دقيقا للمقصود بأمراض الوراثة.
ويؤكد ذلك الدكتور يحيى الشاذلى رئيس قسم الجهاز الهضمى والكبد بطب عين شمس:
ويشير الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة عضو الأكاديمية الأمريكية للمناعة، إلى أنه يمكن أن يكون للوراثة دور فى حدة العدوى ومدى انتشار الفيروس وتكاثره داخل الجسم، فعلى سبيل المثال فيروس الإيدز يصيب بعض الأشخاص ولا تظهر عليهم أعراض مرضية، وذلك لافتقادهم مستقبلات معينة على الخلايا التى يهاجمها الفيروس يؤدى إلى عدم تمكن الفيروس من الدخول إلى الخلية الهدف وبالتالى لا يمكنه إحداث العدوى، ولكن هذا ليس له علاقة بنقل العدوى أو توريثها.
ووسائل انتقال الأمراض وراثيا معروفة ولا يوجد من بينها الأمراض المعدية فهى إما أن تكون منتقلة عن طريق صفة متنحية أو صفة سائدة أو عن طريق الكروموزوم الذكرى أو الأنثوى وهى مجموعة أخرى من الأمراض يمكن أن يؤثر بعضها فى مناعة الإنسان لسرعة التقاطه للأمراض المعدية نتيجة وجود خلل موروث فى الجهاز المناعى مما يؤدى إلى الإصابة بالكثير من الأمراض المعدية.
ويقول الدكتور مصطفى العوضى رئيس قسم الهندسة الوراثية بالمركز القومى للبحوث، إن الفيروسات عموما لا تورث لكن ممكن أن تنتقل من الأم لطفلها إذا كانت مصابة بالفيروس فى أثناء الولادة وفى أثناء الحمل، ولكن لا يتم انتقاله.
ويؤكد قائلا: جميع الفيروسات لا تنتقل بالوراثة وإنما تنتقل بالعدوى كما أن هناك أكثر من 5000 مرض يتم انتقاله بالوراثة أو من خلال الجينات الوراثية، وإذا كان أحد الأبوين يحمل عيبا وراثيا فى أحد الجينات أو الكروزومات فإن هناك احتمالا أن ينتقل نفس العيب الوراثى إلى الأبناء ومن أمثال ذلك العيوب الخلقية والتشوهات والتباس الجنس والكثير من أمراض الدم مثل الهيموفيليا أو أمراض عيوب التمثيل الغذائى مثل أنيميا البحر المتوسط وبعض أنواع السرطانات، وهناك ما يسمى بالاستعداد الوراثى للمرض مثل الاستعداد للسكر أو الاستعداد الوراثى للضغط أو الاكتئاب.
الكاتب: أمل علام
المصدر: موقع اليوم السابع